سؤال منتشر في عالم التخطيط الشخصي.
كيف تأكل فيلاً؟

يرمز الفيل إلى أهدافك الكبيرة التي تشبه الفيل في حجمها، وتجد نفسك صغيراً عاجزاً أمام تحقيقها، لأنك – ببساطة – لا تعرف من أين تبدأ، وكيف ستلتهم هذا الجسم الكبير، ففي الحقيقة أنت لا تستطيع التهام فيل كامل دفعة واحدة، ولو طلب منك هذا الأمر، لوجدت نفسك عاجزاً عن فعل ذلك، مع شعورك بعبء كبير وهمّ عظيم ينتظرك، وكذلك الأمر تماماً بالنسبة إلى الأهداف الضخمة، أنت لا تستطيع أن تحققها دفعة واحدة، ووجودها في حياتك يشعرك بالهمّ وفقدان الدافعية للإنجاز.
فمثلاً لو أردت أن تتعلم خمس مهارات من مهارات الحاسوب في الوقت نفسه، فلن ينتج عن هذا سوى إهدار الوقت والجهد، ولن تتقن أياً من هذه المهارات.
إن ضخامة الأهداف من أهم الأسباب المؤدية إلى الإخفاق وعدم التقدّم في الحياة، وهي من أهم الأسباب التي تُفشل الخطط، ويجعلها غير قابلة للتطبيق، وهو ما يعاني منه كثير منا.

👈هل هذا يعني أن نضع لأنفسنا أهدافاً سهلة المنال، بسيطة ساذجة؟
بالطبع لا، فالأهداف الكبيرة تنبع من النفوس الكبيرة، ولكن الفكرة تكمن في أننا لا بدّ أن نتعلم كيف نتعامل مع هذه الأهداف الكبيرة، وكيف نحققها بطريقة واقعية منطقية.
ما عليك – عزيزي القارئ – سوى أن تأكل الفيل قطعة قطعة، بمعنى أن تجزئه إلى أجزاء، ثم تتناول لقمة واحدة في كل مرة One Bite at a Time .

👈تعال الآن إلى أهدافك، وجزّئها، ثم ابدأ بتحقيقها هدفاً هدفاً، هدفاً واحداً في كل مرة، حتى لو خصّصت لكل هدف نصف ساعة يومياً فقط، ستجد – بعد فترة – أنك تقترب من تحقيق الهدف الكبير، وبالعودة إلى المهارات الخمس، لو أنك بدأت بتعلمها واحدة واحدة، ومنحت نفسك الوقت الكافي لإتقانها، ستجد أنك بعد مدة من الزمن قد أتقنت المهارات الخمس كلها، ولذلك يقول بروس لي (الأكثر شهرة في مجال الفنون القتالية): ” لا أخاف من شخص يتدرب على 10 ألاف ركلة مختلفة، لكن أخاف من شخص يتدرب على ركلة واحدة 10 ألاف مرة”.
تعلّم كيف تأكل الفيل، وسوف ترى ما يسرّك.