الفرق بين المتعلم وغير المتعلم فرق كبير وواضح، فلا يمكن أن يستويا أبداً، فللمتعلم فضيلة محو جهله باكتساب
المعرفة، وبذل الجهد في تحصيل العلم، بخلاف الجاهل الذي رضي بما لديه من تجارب حياتية محدودة. ولا يحرز المتعلم هذه الدرجة من الأفضلية إلا بالجدّ والدراسة، ولن تعطيه الدراسةُ العلمَ وحسب،
بل هي طريقه لحياة أفضل، وشخصية أقوى، وتفكير أعمق

*أهمية الدراسة:

لا يخفى على أحد ما للدراسة من منافع وفوائد، وفي سبيل الحصول على هذه المنافع تهون على السالك في هذا الطريق الصعاب، وتصغر في عينه المتاعب.

–  فالدراسة تساعد الدارس على اسخدام عقله استخداماً صحيحاً، وتعينه على التفكير بشكل منطقي منظم مرتب، وهذا يُحدث تغييراً نحو الأفضل في حياة الشخص كلها.

–  ترتقي بالإنسان عن سفاسف الأمور، وتشغله بما يعود بالنفع عليه وعلى المجتمع.

–  تساعد الدراسة على تنظيم الوقت، وضبط الذات، وبناء عادات جيدة.

– تبني لدى الشخص الدارس منهجيةً علمية صحيحة لاكتساب المعارف في مختلف المجالات.

*التفوقّ الدراسي ومفاتيح النجاح:

كأي أمر من أمور الحياة، الدراسة تحتاج إلى مفاتيح للتفوق والنجاح، وهذه المفاتيح تُعدّ محفزات لنفسك على الثبات على طريق الدراسة الشاقّ الطويل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تغيّر نظرتك لنفسك، وتعزّز قوتك الذاتية، وتعينك على تجاوز الصعاب.

* ومن هذه المفاتيح:

– ارفع طموحك، وحلّق بهمتك:

الطموح هو الدافع الأساس والمحرّك الرئيس للثبات على طريق الدراسة، بل هو الذي يوجِد لديك التعطّش للمزيد من التعلّم والارتقاء في سلم العلوم والمعارف، وهو الذي يهوّن في نظرك كل صعب، ويسهّل عليك كل مشقة وتعب، فلا تجعل طموحك محدوداً بسقف معين، بل اجعله يعانق عنان السماء، فكلما اتسع طموحك وارتفع، ارتقيت وتفوقت وتميزت.

– ابذل جهدك:
قال الشاعر أحمد شوقي:

ومـــــــا نيــــــل المطالب بالتمنّي ولكن تؤخذ الدنيا غلابــا

وما استعصى على قومٍ منالٌ إذا الإقدام كان لهم ركابا

ابذل جهدك، وشمّر عن ساعدك، وتحمّل المشقة، واستعن بالله، فالعلم لا يؤتى لكسول أو متشاغل بتوافه الأمور.

  • أطلق طاقاتك:
    آمن بما لديك من طاقات، ولا تقلّل من قدراتك، ولا تستهن بما لديك من صفات تميزك عن غيرك، وانفض الغبار عن قواك وإمكاناتك، ولا تردد العبارات التي تثبط عزيمتك، مثل: (لا أستطيع، لا أعرف)، بل ردّد ما من شأنه أن يدفعك إلى الأمام، مثل: (أنا قادر، أنا أستطيع، أنا مبدع .. ).
  • اصنع نجاحك بنفسك:
    املأ تفكيرك بصور النجاح، وحبّبه إلى نفسك، واجعله حلمك وهدفك، واصنعه بالعمل والجدّ واستغلال الفرص.
  • لا تخشَ الفشل:
    تحرّك، وجرّب، وحاول، ولا تخشَ الفشل، فالفاشل هو الذي لا يحاول، ولا يغيّر، ولا يتحرك، ولا تجعل مرورك بتجربة غير ناجحة يعيقك، ويحبطك عن إكمال مسيرتك، فالنجاح لا يأتي إلا بمجموعة المحاولات وتراكم التجارب، وكم من عالم لمع اسمه في عالمنا كان نجاحه نتاجاً لمجموعة محاولات فاشلة، هذه المحاولات المتراكمة هي التي توصلك إلى قمة الجبل.
  • املأ نفسك بالإيمان والأمل والتوكّل على الله:
    مصدر القوة الحقيقية هو الله، مدبّر كل شيء، فهو الذي ييسر لك طريق النجاح، ويسهل لك الصعوبات، وهو الذي ينير طريقك وبصيرتك، ويلهمك الصواب، ويمنحك التوفيق والسداد.
  • ادرس باستمتاع:
    لا تفكر في الدراسة على أنها عبء، أو باعث للملل، بل اقرنها بالمتعة، وحبّبها إلى نفسك، فهذا الأمر هو خيارك، وأنت من يستطيع التحكّم فيه، ولا تستسلم لما تسمع من أصدقاء الدراسة، من شكوى وتذمر، بل كن أنت سبباً في تغيير أفكارهم، وتعديل سلوكهم.
  • ثق بقدرتك على النجاح:
    ثقتك بقدرتك – بعد ثقتك بالله – ستوصلك إلى غايتك، فالمهزوز ضعيف، وضعفه لن يوصله إلى نهاية الطريق، فكن واثقاً بقدراتك، وواثقاً من نجاحك.
  • الصبر:
    لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا طريق الدراسة، وصولاً إلى التفوق والنجاح، طريق محفوف بالمصاعب، ولكن التحلّي بالصبر يهوّن كل ذلك، ويعوّد النفس ويروّضها على التحمّل والتأقلم، حتى تبلغ مبتغاها.

لا ندّعي أن طريق الدراسة ممهّد ومفروش بالورود، بل هو طريق صعب، إلا أنه غير مستحيل الولوج، ولكن لا يشقّه إلا من جعل هذه المفاتيح نصب عينيه، وكان قوياً بما يكفي لتذليل ما يواجهه من صعوبات.