لا بد أنك قرأت عنوان المقالة، وأردت اكتشاف الطريقة الأسرع والأسهل لتصبح مدرباً معتمداً، لا شك أن التدريب كغيره من المجالات فيه الغث وفيه الثمين، إلا أن كثرة الغث غيّبت الثمين، وكأي رحلة تعليمية حقيقية، تحتاج أن تأخذ حقها من الوقت والجهد، هو التدريب، لا يوجد طريق سهل وسريع وإنما يوجد طريق صحيح، فإذا كنت ممن يحبّون نقل المعرفة والحديث أمام الجمهور والتأثير بالآخرين، فلا شك أنك تطمح أن تصبح مدرباً مؤثّراً لك جمهورك ومتابعيك ومتدربيك، ولكم هو هدف نبيل وطموح راق، ولكن المشكلة حين تتحول هذه الأهداف النبيلة إلى سلع رخيصة يسعى أصحابها إلى تقديم أسوء ما يمكن في أسمى المجالات، ومجال التدريب هو من أحد المجالات التي يتقاضى محترفوها أجور عالية ولهم مكانة طيبة في المجتمع لدى الناس لما يقدمونه من نفع، ولكن المهم أن تكون قد اخترت الطريق الصحيح،


 لذلك وفي هذا المقال سأختصر مجموعة من الخطوات التي تساعدك على شق طريقك نحو التدريب، لتكون مدرباً معتمداً:

– من هو المدرب المعتمد :

في البداية هذا المصطلح عليه الكثير من اللغط، وهناك المئات من الجهات التي تعتمد المدربين، وبنفس الوقت لا يوجد لديها معايير حقيقية لهذا الاعتماد، ومن المهم جداً عندما تبحث عن الطريق لتكون معتمداً أن تعلم أن الذي يعتمدك هي كفائتك وقدرتك ومهارتك ومنهجيتك العلمية، ولا يمكن لجهة أن تجعل منك مدرباً حقيقاً دون هذه الأشياء، حتى وإن حصلت على بطاقة مدرب معتمد وشهادة دولية من هنا وهناك، فما هذه إلا مسميات تسويقية، لا قيمة حقيقية لها سوى بعض الفائدة في تسويق نفسك لبعض الجهات المهتمة في هذه المسميات وعلى أرض الواقع لا تعتبر هذه المسميات إضافة حقيقية، الإضافة هي ما لديك وما ستقدم.

👈 الخطوات الخمسة لتكون مدرباَ :

  • حدد اتجاهك: قبل أن تتجه نحو التدريب بشكل عام، لا بد أن تحدد بالزبط في أي مجال تسعى أن تدريب، هل في المجالات الحقوقية، النفسية، الإدارية، المالية، الرقمية …. الخ.
    هل ستستند إلى خبراتك السابقة، دراستك الأكاديمية، بحثك ودراستك الذاتية؟  هل لديك منهج علمي دقيق واضح؟ أم ستبدأ من البداية لتكتسب المعرفة والمهارة في المجال الذي تسعى لتكون مدرباً فيه.
  • اكتسب الخبرة والمعرفة: اعتمد المنهج العلمي في تطوير معارفك، هل لديك الخبرة والمعرفة الكافية لنقلها للآخرين في هذا المجال، هل لديك ما يدفع الناس لدفع نقودهم لك ليأخذوا ما عندك، لا توجد؟ إذاَ ابدأ الآن:
    البحث والقراءة والتحليل التطوير والبناء والمنهجية والتدريب كل هذا جزء أساسي من رحلتك.
  • طور مهاراتك: لاشك أنك قد سمعت سابقا بدورات تدريب المدربين، بكل تأكيد هي واحدة من الدورات المهمة، التي عليك أن تحصل عليها من جهة موثوقة، لأن الاعتماد وحده لا يكفي، فالكثير من المنظمات تستقبل مدربيها بعد إجراء جلسة اختبارية وليس على الاعتماد الذي حصل عليه المدرب، لذلك عليك أن تبحث عن دورة فيها تنوع في المدربين وتقدم بفترة زمنية لا تقل عن عشر أيام تدريبية، وأن يكون هناك جلسات تدريبية فردية خاصة بك، وأن تتأكد أنهم سيمشون معك خطوة بخطوة لتخرج بحقيبتك التدريبية الخاصة، وتأكد أنها ليست مجرد معلومات عن مهارات العرض والإلقاء وبعض الألعاب التي لن تفيدك شيئا في مجال العمل حتى وإن شعرت بالمتعة أثناء تدريبك، تكسبك هذه الدورة إذا حصلت عليها من المكان الصحيح، المهارات اللازمة لنقل المعارف والمهارات، ولكن لا تكسبك المحتوى القوي، لذلك عليك أن تعمل على إعداد محتوى علمي تقدم نفسك من خلاله للناس.
  • تدريب المدرين المتخصص: في بعض المراكز القليلة تقدم دورة لاحقة لدورة تدريب المدربين ولكنها متخصصة، مثلا: تدريب المدربين في التخطيط الاستراتيجي، وبالتالي يدربك المدرب على مادة علمية معدة مسبقا حتى تتمكن من المحتوى وطريقة نقله للمتدربين، ولكن هذه المرة يدربك على المادة نفسها من منهجية وأنشطة، وليس على مهارات المدرب التي يجب أن تكون قد تجاوزتها في دورة تدريب المدربين الأساسية.
  • سوّق نفسك: عليك أن تبحث عن أكاديمية أو مركز تدريب حتى يساعدك في صعودكالمنصة لتكون مدربا للمرة الأولى، ولا شك أن قلة من المراكز يوفر هذه الفرصة للمدربين الجدد، لذلك حاول أن تبحث عما يميّزك من ناحية قوة المحتوى والأداء، حتى تستطيع تسويق نفسك، ومن المهم أن تفكر بالأساس من البداية بجهة تقدم لك دورة تدريب المدربين مع المساعدة في تسويق نفسك كمدرب، لأنها من الخطوات الصعبة في ظل التنافس الكبير، علما أن هناك الكثير من الفرص الثمينة في المجال، ولكنه ليس من السهل إقتناصها وعليك أن تكون ذكيا ومحترفا وصاحب منهج قوي ومهارة عالية لتستطيع الحصول على هذه الفرص. 

وسام الحداد
👈لمعرفة تفاصيل برنامج تمكين المدربين EOT اضغط هنا
                                                             العودة إلى المقال السابقة